حكم الحائض في الحج

عندما تحدث الحيض للمرأة خلال فترة الحج، هناك بعض التفاصيل الهامة التي يجب أخذها في الاعتبار. فحكم الحائض في الحج, إذا كانت المرأة في حالة حيض بعد أداء طواف الإفاضة، فإن حجها يعتبر تاماً، وليس عليها طواف وداع بعد ذلك. في حال سفرها من مكة وهي في حالة حيض أو نفاس، يُسقط عنها طواف الوداع.
وإذا كانت المرأة في حالة حيض قبل أداء طواف الإفاضة، فعليها الانتظار حتى تطوف طواف الإفاضة. حكم الحائض في الحج البقاء في مكة حتى تتمكن من إكمال حجها بالطواف. لا يؤثر وقوفها في عرفات وهي في حالة حيض أو نفاس، أو رمي الجمر وهي في حالة حيض. وهكذا الحيض هو الذي يمنع الطواف فقط.
باقي أعمال الحج يمكن للمرأة أن تقوم بها وهي في حالة حيض أو نفاس، لكن يجب عليها عدم القيام بالطواف حتى تتطهر. وإذا كانت في حالة حيض عندما تسافر، يُسقط عنها طواف الوداع. هذا وفقاً لقول ابن عباس رضي الله عنهما: "أُمِرَ الناس أن يكون آخر عهدهم بالبيت، إلا أنه خفف عن المرأة الحائض" والنفساء في حكمها.
بالتأكيد، إذا كانت المرأة محظوظة بالحصول على فرصة لأداء مناسك الحج أو العمرة، وهي في حالة الحيض، فإن الشريعة الإسلامية قد وضعت لها تسهيلات خاصة بهذا الشأن.
كما جاء في الحديث، دخل النبي محمد صلى الله عليه وسلم على زوجته عائشة رضي الله عنها، ووجدها تبكي. فسألها: "أضحكت؟" وهذا السؤال كان لاستفتائه عما إذا كانت تبكي من الفرح بأمر ما. لكن عائشة أخبرته أنها نزل بها الحيض. فأخبرها النبي أن هذا أمر قد كتبه الله على بنات آدم، لتشعر بالطمأنينة بأن حالتها الطبيعية لا تعيقها من فعل الخيرات وأداء الطاعات.
فحكم الحائض في الحج أي المرأة المسلمة التي تجد نفسها في حالة الحيض أثناء الحج أو العمرة، أن تعلم أن الشريعة الإسلامية قد جعلت الأمور سهلة لها. تم توضيح أحكامها المتعلقة بهذه المناسك العظيمة، مما يساعدها على القيام بالواجبات الدينية بكل يسر وسهولة.
بالتأكيد، المرأة الحائض مطالبة بأداء جميع مناسك الحج كما يفعل الحاج، دون أن ينقص منها أي جزء منها. عليها أن تأتي إلى الميقات لتؤدي الإحرام بالغسل، فالاغتسال في هذه الحالة يُعتبر سنة في الإحرام، ولم يمنع النبي محمد صلى الله عليه وسلم المرأة الحائض من الاغتسال للإحرام. فقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم أسماء بنت عميس بعد ولادتها وهي في ذي الحليفة أن تغتسل وتستثفر وتهل، ثم تقول: "لبيك اللهم بحجة" أو "لبيك اللهم بعمرة" متمتعة بها إلى حجة.
يكون هذا الاغتسال بنية التنظف للإحرام أو بنية التعبد، إذ يُعتبر سنة في الإحرام. بعد ذلك، تقوم المرأة بأداء جميع المناسك، فتقف في عرفات مع الناس وتذكر الله وتدعو وتتضرع وهي في حالة الحيض، عسى أن يتقبل الله دعاءها وتضرعها في هذا اليوم العظيم. ثم تبيت في مزدلفة كما يبيت الحاج، ولا يُشترط في الوقوف بعرفات والمبيت بمزدلفة أن تكون المرأة طاهرة.
بالطبع، يمكن للمرأة الحائض أداء جميع مناسك الحج باستثناء الطواف بالبيت الحرام، كما أشار النبي محمد صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: "افعلي ما يفعل الحاج، غير ألا تطوفي بالبيت حتى تطهري".
لكنها قادرة على التوجه إلى منى في لياليها وترمي الجمار، لأن هذه الفعاليات لا تتطلب طهارة.
إذاً، فحكم الحائض في الحج أن تقوم بأداء جميع المناسك باستثناء الطواف بالبيت الحرام ودخول المسجد الحرام، كما جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم.
لقد خفف الشرع الحنيف عن المرأة الحائض في أداء مناسك الحج، حيث أسقط عنها طواف الوداع كتخفيف، على الرغم من أنه من الواجب عمومًا على كل حاج. ولكن الشرع الإسلامي الحنيف اعتنى بحال المرأة الحائض، وذلك بناءً على قول ابن عباس -رضي الله عنه- الذي قال: "أمر الناس أن يكون آخر عهدهم بالبيت طواف الوداع، إلا أنه خفف عن المرأة الحائض".
وقد حاول زيد بن ثابت -رضي الله عنه- أن يخالف ابن عباس في هذه المسألة، إذ كان يفتي بأن المرأة الحائض يجب عليها البقاء حتى تطهر لتؤدي طواف الوداع، إلا أن ابن عباس -رضي الله عنه- بين له أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم رخص للمرأة الحائض في ذلك، فعاد زيد بن ثابت ليقتدي بقول ابن عباس.
وكما جاء في السنة النبوية، عندما أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالنفرة، وأبلغه بأن صفية حاضت، فأجاب النبي صلى الله عليه وسلم بالقول: "أتحبسنا هي؟"، فأجابوا بأنها قد فاضت وأدت طواف الإفاضة، فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بالمضي في النفرة. هذا يعني أنها يمكنها المضي في الحج وعدم انتظار طهارتها لطواف الوداع، وهو تخفيف معين لحالها.
إذاً، هذه هي ملخص أحكام المرأة في الحج حال حيضها. أسأل الله أن يغفر لنا ولكم ويرزقنا حج بيته الحرام.